يعتبر قصة سيدنا عيسى عليه السلام من أروع قصص التى سوف نتحدث عنها. سيدنا عيسى هو ابن مريم بنت عمران، ويعتبر آخر الأنبياء المرسلين إلى بني إسرائيل. وكغيره من عباد الله، فقد ولد معجزة من الله، إذ خلق من غير أب. وهو في هذا الجانب يشبه جدنا آدم عليه السلام.
وقد وردت هذه المعلومة في سورة آل عمران حيث قال الله عز وجل: “إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون” هذا هو الحق من الله تعالى. سوف نتحدث في هذا المقال قصة سيدنا عيسى عليه السلام.
نسب سيدنا عيسى والسيدة مريم عليهما السلام كما جاء في القرآن الكريم
فيما يخص نسب سيدنا عيسى والسيدة مريم عليهما السلام كما جاء في القرآن الكريم :-
أم النبي عيسى (عليه السلام) هي السيدة مريم بنت عمران. ويقال أنها من نسل النبي داود (عليه السلام). وكان والد السيدة مريم رجلاً صالحاً عالماً في بني إسرائيل. وكان متزوجا من السيدة “حنة” وهي من عبادة الله التقية، ولكنها لم تكن قادرة على الإنجاب. ولما حملت السيدة مريم نذرت لله إن رزقت بولد ليخدموا بيت الحرم. ولكنها عندما ولدت وجدت أن مولودها أنثى، فلم تف بنذرها. ومع ذلك فقد كرست ابنتها لخدمة البيت الحرام، وقبل الله نذرها. وجاء في سورة “آل عمران” “بسم الله الرحمن الرحيم. فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى”. والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وأعوذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم الله].'” وهذه الآية تبرز أهمية ميلاد مريم والمقاصد من تسميتها.
وبالفعل نشأت السيدة مريم في الطهارة والعفة والطاعة. وكانت تسكن بالقرب من بيت المقدس (Jerusalem)، ووصفها الله بالامرأة الصادقة الصالحة. وقد ذكر العلماء أن الملائكة كانت تزور السيدة مريم وتقضي حوائجها. وبالإضافة إلى أهميتها الدينية، تحظى السيدة مريم بمكانة خاصة في التاريخ نظرًا لدورها كأم النبي عيسى. إن تفانيها وصمودها في تربيته وحمايته من تأثير الشيطان أمر مثير للإعجاب.
طوال حياتها، أظهرت السيدة مريم إيمانًا وإخلاصًا لا يتزعزعان لله، مما جعلها شخصية مثالية للمؤمنين. قصتها بمثابة تذكير بأهمية الطهارة والطاعة والاستعاذة بالله من فتن الشر.
وفي أحد الأيام، أبلغ الله مريم أنها اختيرت من بين جميع نساء العالم وأنها وجنينها سوف يتطهران. وقيل لها إن طفلها سيكون له أهمية كبيرة في الحياة الآخرة وفي الدنيا، وأنه سيتحدث إلى الناس وهو لا يزال طفلاً في مهده. أطلق عليه الله اسم “عيسى ابن مريم” ووعده بأن يكون شخصية محترمة في العالمين الدنيوي والروحي.
وأقامت مريم في مكان قريب من الهيكل المقدس، حيث كانت تخدم وتتعبد. وكلما جاءتها الدورة الشهرية أو احتاجت لقضاء أي احتياجات أخرى، كان النبي زكريا، الذي يقال إنه إما ابن عمها أو عمها، يعتني بها ويزودها بالطعام والشراب.
يصف النص لحظة ذهبت فيها السيدة مريم إلى مكان قريب من البيت المقدس، وهناك التقت برئيس الملائكة جبرائيل الذي أخبرها أنها مختاره من الله. وأخبرها أنها ستلد المسيح عيسى. في البداية كانت السيدة مريم خائفة منه، لكنه طمأنها بأنه رسول من الله جاء ليخبرها بخبر حملها. وأعربت السيدة ماري عن دهشتها متسائلة كيف يمكن أن تحمل وهي لا تزال عذراء ولم ترتكب أي فعل مخل بالحياء. وقد عزاها رئيس الملائكة جبرائيل من خلال توضيح أنها إرادة الله، الذي لديه القدرة على تحقيق أي شيء، وذلك ببساطة بقوله “كن فيكون”.
عندما ظهرت علامات الحمل على السيدة مريم، كان أول من لاحظها هو نبينا زكريا. كان يعرف مدى تدينها ونقائها، لكنه سألها: يا مريم هل هناك زرع بلا بذور؟ فأجابت: نعم، ومن خلق البذور؟ فسكت وقال: سبحان الله. فأخبرته بحقيقة حالها، وأخبرته أن الله بشرها بولادة عيسى ابن مريم. وواجهت اتهامات شديدة أحزنتها، واعتزلت نفسها عن الناس. فلما جاء وقت الولادة ذهبت بعيدا إلى نخلة يابسة فأثمرها الله.
وبعد الحديث مع الملاك جبريل أنجبت مريم نبينا عيسى عليه السلام. فظهر تحتها نهر لتشرب منه، وأمرتها بهز جذع النخلة حتى يسقط عليها الطعام الناضج والطازج. تم تذكيرها بالتزام الصمت وعدم التحدث إلى أي شخص، ولكن إذا قام أي شخص باستجوابها، فيمكنها ببساطة الإشارة إلى طفلتها الصغيرة. وذهبت مريم وهي تحمل طفلها إلى قومها، وعندما سألوها لماذا فعلت هذا، وليست عابدة أو صائمة، أشارت إلى طفلها. لقد ذهلوا.
فأشارت إلى الوليد فرد عليهم قائلاً: إنما أنا عبد الله، وهذا اعتراف من نبينا عيسى عليه السلام أنه عبد الله قد آتاه كتاباً. منه. وجعله الله نبيا وبارك عليه أينما نزل. إن الله أمرني بالصدقة والصلاة ما دمت حيا. كما أوصاني أن أبر أمي، وألا أظلمها أو أظلمها. لقد رافقني الله تعالى بالسلامة يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا.
“قد يعجبك أيضاً” قصة سيدنا موسى عليه السلام
قصة سيدنا عيسى عليه السلام
فيما يتعلق بقصة سيدنا عيسى عليه السلام:-
وبعد ذلك كبر سيدنا عيسى وبدأ يدعو بني إسرائيل إلى التوحيد عن طريق الإنجيل الذي تضمن شريعة الله في الأرض. كما تنبأ الإنجيل بمجيء النبي محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الرسول وحامل خاتم الدين. كما حرم أكل لحم الخنزير وممارسة الربا. وأتباع يسوع الذين آمنوا به واتبعوا تعاليمه كانوا يُسمون “التلاميذ”. وهم الذين نشروا رسالته وحملوا تراثه.
الذي سيكون صاحب خاتم الدين وآخر رسالة سماوية، كما حرم أكل لحم الخنزير في الإنجيل وحرم الربا. وكان يُطلق على أتباع سيدنا عيسى عليه السلام الذين اتبعوه وآمنوا به اسم “الحواريون”. وساعدوه في نشر الدعوة وتشريعها، وتعليم الناس الخير والرحمة. إلا أن الكفار من بني إسرائيل سألوه عن دليل على أنه رسول. وقد قدم لهم أدلة كثيرة، مثل إحياء الموتى، كما جاء في سورة آل عمران.
إحدى الأحداث الهامة التي أظهرت قدرات سيدنا عيسى العجائبية حدثت عندما أعاد رجلاً ميتاً إلى الحياة أمام حشد من الناس. لقد ترك هذا العمل الفذ الكفار في حالة ذهول ورهبة من قدرته الإلهية. لقد اقتنع تلاميذ سيدنا عيسى، الذين شهدوا هذه المعجزة، بنبوته وكرسوا أنفسهم بحماس أكبر لنشر رسالته المحبة والرحمة.
وعلى الرغم من الأدلة التي لا يمكن إنكارها على رسالته الإلهية، ظل الكفار مصرين على رفضهم لعيسى كرسول الله. لقد سعوا إلى النيل من مصداقيته وتشويه معجزاته، رافضين قبول الحقيقة التي قدمت لهم. مع ذلك، فإن إيمان تلاميذ يسوع الذي لا يتزعزع وتفانيهم الذي لا يتزعزع في سبيل قضيته استمر في إلهام ورفعة أولئك الذين كانوا منفتحين على تلقي رسالة الحق.
طوال فترة خدمته، لعب تلاميذ سيدنا عيسى دورًا حاسمًا في دعمه ونشر تعاليمه بين الناس. لم يكونوا شهودًا لمعجزاته فحسب، بل كانوا أيضًا مشاركين نشطين في مهمته، ويشاركون رسالته عن الإيمان والرجاء والخلاص مع كل من يستمع إليه. وكان التزامهم الثابت بعيسى ورسالته بمثابة شهادة على حقيقة نبوته ووضع الأساس لتأسيس دينه الخاتم.
ويقال إن عيسى بن مريم، قد قام بالعديد من المعجزات وفقًا للعقيدة الإسلامية. ومن هذه المعجزات قدرته على خلق طيور من الطين وإحيائها. وكان يشفي الأبرص والأعمى، ويحيي الموتى بإذن الله. الآية المذكورة في النص مأخوذة من القرآن، حيث يذكر الله سيدنا عيسى بالنعم التي أنعم عليها، بما في ذلك القدرة على التحدث إلى الناس من المهد وفي مرحلة البلوغ، وكذلك تعلم الكتب والحكمة. وهذا يؤكد دور يسوع المميز والمعجزات التي صنعها.
في هذه الآية من سورة آل عمران يصف الله قدرته على خلق الحياة وصنع المعجزات. ويذكر كيف خلق شكلاً يشبه الطير من الطين ونفخ فيه الحياة. وله بإذنه أيضاً القدرة على شفاء الأكمه والأبرص. ويذكر الله أيضًا أنه قادر على إحياء الموتى، ويذكر الوقت الذي أنقذ فيه بني إسرائيل من كفر بعض قومهم بإظهار لهم البينات. ولكن الذين كفروا اتهموا هذه المعجزات بأنها ليست إلا سحرا مبينا. تسلط هذه الآية الضوء على قدرة الله العليا وقدرته على القيام بمآثر مذهلة.إذ قال الله سبحانه وتعالى. بسم الله الرحمن الرحيم ” { إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا ۖ وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ۖ
وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي ۖ وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ } ” صدق الله العظيم ” * سورة آل عمران : الآية 110 *.
“للمزيد عن” قصة سيدنا سليمان عليه السلام
زُهد سيدنا عيسى ورحمته وسبب تسميته بالمسيح
يشير زُهد سيدنا عيسى ورحمته وسبب تسميته بالمسيح إلى عدة جوانب:-
لقد عاش نبينا الحبيب عيسى (عليه السلام) حياة الزهد، دون أن يرغب في أي جانب من جوانب الحياة الدنيا. وكان يأكل ورق الشجر دون أن يطبخه، ولا يدخر لنفسه شيئا. بل كان ينفق ما وصل إليه على الفقراء والمساكين، حتى جعل بيته مأوى لمن لا مأوى له. وكان ينام أينما وجد نفسه في رحلته.
إن إنكار سيدنا عيسى وتفانيه في مساعدة الآخرين هو أمر ملهم حقًا. على الرغم من أنه لم يكن لديه أي شيء لنفسه، إلا أنه لا يزال يجد طريقة لإعالة المحتاجين. أفعاله بمثابة تذكير بأهمية العطاء والتضحية من أجل تحسين المجتمع. إن تواضع سيدنا عيسى وانفصاله عن الممتلكات المادية هما من الصفات التي يمكننا جميعًا أن نسعى لمحاكاتها في حياتنا.
وكان معروفاً بالبكاء من خشية الله والتوكل على الله في كل الأمور. وكان يأكل من غزل أمه مريم فيبيعه. وفي أحد الأيام خرج على أصحابه فسألهم: هل تعرفون أين منزلي؟ فقالوا: أين منزلك؟ فقال لهم: بيتي المساجد وظل الماء، وطعامي الجوع، ونوري شعاع القمر بالليل، ولباسي الصوف. أما الشعار الذي أعيش به، بل هو الخوف من الله، وأحبابي أصحابي الفقراء.
من أكثر الأشياء إرضاءً بالنسبة لي هو قضاء ليلة دون أن يكون معي أي شيء، حيث يجعلني أدرك أنه لا يوجد أحد أغنى مني على هذه الأرض. وسبب تسمية النبي عيسى عليه السلام بالمسيح هو أنه كان يكثر في الأرض، ينشر العلم في أديان الناس وشرائعهم، ويدعوهم إلى توحيد الله. وقيل: سمي بهذا الاسم لأنه كان يضع يده على أي مريض فيشفى بإذن الله تعالى. لعبت أسفار يسوع وقدراته العلاجية دورًا مهمًا في تعريفه على أنه المسيح.
ومن إعجاز ولادة النبي عيسى (عليه السلام) أن أمه السيدة مريم ولدته دون أن يمسسها بشر. وفي تلك الفترة اعتزلت السيدة مريم نفسها عن الناس وأهلها حتى أنجبت نبينا عيسى (عليه السلام). عندما كان طفلاً صغيراً في المهد، تكلم النبي عيسى (عليه السلام) وأكد نبوته. عندما خرجت السيدة مريم إلى أهلها وهي تحمل الطفل يسوع في المهد، اتهمها أهلها بارتكاب ذنب من أجل أن تحمل النبي عيسى. لكن السيدة مريم لم تستجب، بل أشارت بيدها نحو طفلها الصغير، الذي تكلم بعد ذلك وأكد أنه روح من الله ونبي، وأنه مأمور بالصلاة والصدقة.
“قد يعجبك أيضاً” قصة سيدنا محمد
الولادة بدون أب
إن ولادة النبي عيسى (عليه السلام) من غير أب شهادة على ربوبيته ودليل على نبوته. إن عزلة السيدة مريم أثناء حملها وقدرة الطفل يسوع على التحدث تؤكد بشكل أكبر على مكانته الخاصة كنبي اختاره الله.
نزول المائدة من السماء
ولما بدأ الحواريون يصومون ثلاثين يوماً، طلبوا من سيدنا عيسى (عليه السلام) أن ينزل عليهم مائدة طعام. لذلك، كل يوم، كانت المائدة تنزل وتطعم سبعة آلاف شخص.
رفع الله عز وجل عيسى إلى السماء
ولما حاول بنو إسرائيل قتل نبي الله عيسى (عليه السلام) رفعه الله إلى السماء. وقد ذكر الله ذلك صراحة في القرآن لدحض حجج أهل الباطل. كما أكد الله تعالى أن سيدنا عيسى (عليه السلام) سيبقى حيا إلى يوم القيامة.
ومن اللافت للنظر حقاً كيف رزق الحواريون بالمائدة النزولية، وكيف حفظ الله سيدنا عيسى (عليه السلام) من الأذى برفعه إلى السماء. وهذه الأحداث المعجزة هي بمثابة شهادة على قدرة الله ورحمته.
إن قصة نزول المائدة لا توضح رزق الله فحسب، بل تسلط الضوء أيضًا على أهمية الثقة في هداه. إن طلب التلاميذ للرزق خلال فترة صيامهم يدل على اعتمادهم على الله والتزامهم برحلتهم الروحية. وبالمثل، فإن صعود عيسى (عليه السلام) إلى السماء يدل على تدخل الله تعالى لحماية أنبيائه المختارين.
ومن المعجزات التي حدثت للنبي عيسى عليه السلام من يوم ولادته إلى يوم رفعه الله تعالى إلى السماء فيبقى فيها إلى يوم القيامة، غيرها الكثير. وما أحدثه من معجزات في قومه ليردهم إلى الله تعالى ويهديهم.
معجزات سيدنا عيسى عليه السلام
كانت معجزات بقصة سيدنا عيسى عليه السلام ما يلي:-
1- امتثال أمر الله تعالى بالنفخ في الطير الذي خلقه من الطين فيتحول إلى طير بإذن الله تعالى. كما أجرى معجزات مع الأعمى الذي ولد أعمى ثم عاد إليه البصر بإذن الله تعالى. ومس المجذوم فبرئ بإذن الله تعالى. كان الجذام في الماضي يعتبر مرضاً عضالاً، لكنه كان من المعجزات التي أجراها النبي عيسى عليه السلام.
2- من المعجزات الأخرى التي أجراها النبي عيسى عليه السلام هي إعادة الموتى إلى الحياة بإذن الله تعالى. وأحيى ميتاً وقام بإذن الله تعالى. وكانت هذه معجزة واضحة أظهرت قوة النبي عيسى عليه السلام وسلطانه، وشهد عليها عدد كبير من الناس.
3- كما أن النبي عيسى عليه السلام كان له القدرة على الكلام في المهد وهي قدرة إعجازية. عندما كان طفلاً كلم أمه مريم عليها السلام فتكلم بفصاحة مدافعاً عن أمه ضد اتهامات الناس لها. وأذهلت هذه الحادثة المعجزة الناس وزادت إيمانهم بالنبي عيسى عليه السلام.
4- سيدنا عيسى عليه السلام كان يقوم بإخبار الناس بما كانوا يخفونه داخل منازلهم، وهو ما جعله يكسب شعبية واسعة بين الناس.
5- واحدة من المعجزات البارزة لسيدنا عيسى عليه السلام كانت قدرته على إحياء الموتى من القبور وإعادة الروح إليهم بإذن الله عز وجل. واستمر سيدنا عيسى في رعاية والدته حتى وصل إلى عمر الثلاثين، ثم نزل الله عليه بالإنجيل والنبوة ليقوم بمهمة هداية الناس. وعلى الرغم من تعرضه للاضطهاد من قبل بني إسرائيل، إلا أنه وجد أتباعًا مؤمنين في الحواريين الذين كانوا يعدّون 12 شخصًا فقط.
6- لم تقتصر معجزات سيدنا عيسى على الجوانب الروحية فحسب، بل امتدت إلى مجال الطب أيضًا. مُنح القدرة على شفاء المرضى وعلاج الأمراض المختلفة. من خلال قواه المعجزية، تمكن سيدنا عيسى من إستعادة صحة العديد من الأفراد، مما يدل على رحمة الله ورأفته تجاه خلقه. وكانت هذه المعجزات بمثابة شهادة على صدق رسالته ومكانته كنبي الله. وعلى الرغم من قلة أتباعه والمعارضة التي واجهها، استمر سيدنا عيسى في تنفيذ رسالته، ونشر رسالة التوحيد، ودعوة الناس إلى عبادة الله وحده. وكانت معجزاته، وخاصة في مجال الطب، وسيلة لجذب انتباه الناس وتقديم الأدلة على نبوته.
7- في قرية الحديبية الصغيرة، بئر يعتمد عليه أهل القرية في تلبية احتياجاتهم اليومية من المياه. وكانت هذه البئر المعروفة باسم “بئر الحديبية” مصدرا حيويا للمياه على مدى أجيال. لكن، في أحد الأعوام، واجهت القرية جفافًا شديدًا استمر لعدة أشهر. وجف البئر، مما ترك القرويين في وضع يائس. ولم يكن لديهم خيار سوى البحث عن مصادر بديلة للمياه، والتي كانت نادرة وبعيدة.
ومع مرور الأيام، أصبح القرويون يائسين بشكل متزايد. لقد صلوا من أجل حدوث معجزة، علامة أمل في أحلك أوقاتهم. وبأعجوبة استجابت صلواتهم. في إحدى الليالي المشؤومة، اجتاحت القرية عاصفة ممطرة غزيرة. هطلت الأمطار غزيرة، فملأت البئر حتى حافتها وما بعدها. ولم يصدق القرويون أعينهم عندما شاهدوا البئر يفيض بالمياه.
انتشر خبر هذا الفيضان المعجزة بسرعة في جميع أنحاء القرية. ابتهج القرويون، شاكرين النعمة غير المتوقعة التي أنقذتهم من براثن الجفاف. لقد رأوا في هذا الحدث بمثابة تدخل إلهي، وعلامة على أن صلواتهم قد سمعت واستجابت. ومنذ ذلك اليوم فصاعداً، أصبحت بئر الحديبية رمزاً للأمل والصمود لأهالي القرية، وتذكرهم بقوة الإيمان والمعجزات التي يمكن أن تحدث حتى في أصعب الأوقات.
ولا تزال قصة فيضان بئر الحديبية العجيبة تتناقل من جيل إلى آخر في الحديبية. إنه بمثابة تذكير بأهمية المثابرة والإيمان بأنه في أوقات الشدة، هناك دائمًا بصيص من الأمل. تواصل القرية الاعتزاز بالبئر وحمايته، مدركة لأهميته ليس كمصدر للمياه فحسب، بل كدليل على صمود وإيمان شعبها.
لقد تحدثنا في هذا المقال عن قصة سيدنا عيسى عليه السلام وأتمنى أن أتنال إعجاب سيادتكم.
